قواعد الإعراب
في النحو
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول عبد ربه الشهيد
|
|
يوسف نجل العارف الشهيد
|
الحمد لله على الإنعام
|
|
وأفضل الصلاة والسلام
|
على النبى المصطفى الأوب
|
|
محمد والأل والأصحاب
|
فهذه قواعد الإعراب
|
|
عارية عن سمة الإطناب
|
والله ربى أسئل التوفيقا
|
|
لى ولمن كان لنا صديقا
|
( عارية ) أى خال عن الإطناب الذى هو تأدية
المعنى بلفظ أزيد منه لفائده ( التوفيقا ) وهو خلق قدره الطاعة فى العبد وتسهيل
سبيل الخير إليه ( صديقا ) وهو من يفرح لفرحك و يحزن لحزنك وضده العدو ، والخليل
هو من يفرح لفرحك ويحزن لحزنك وتخللت
محبته فى أعضائك ، والحبيب هو من يفرح لفرحك ويحزن و وتخللت محبته فى أعضائك
وتفديه بمالك ، وأما الصاحب فهو من طالت عشرتك به فهو أعم من جميعها.
باب
الجمل وأقسامها
وسم بالكلام والجملة ما
|
|
أفاد والثانى أعم فاعلما
|
إسمية فعلية ظرفية
|
|
وذات وجهين وزد شرطية
|
فإن تكن فى ضمن أخرى صغرى
|
|
وإن تكن فى ضمنها فكبرى
|
( بالكلام ) وهو القول المفيد ( أعم ) اى من
الكلام ، لأن المراد بالجملة كل مركب إسنادى أفاد أم لم يفد ، كقولك : "قام
زيد " و " إن قام زيد " ( اسمية ) وهى المصدرة باسم مسنده إليه أو
مسند لفظا أو تقديرا ، نحو : " زيد قام " و " هيهات العقيق "
و " أقام الزيدان " و " أن تصوموا خير لكم " البقرة : 184 (
فعلية ) وهى المصدرة بفعل لفظا أو تقديرا ، نحو : " قام زيد " و "
كان زيد قائما " و " ظننته قائما " و " يا عبد الله " اى
أدعوا عبد الله ، والمعتبر من المصدر ما هو الصدر فى الأصل ، فجملة " كيف جاء
زيد " و " فريقا كذبتم " البقرة : 87 فعلية ، لأن الإسم المتقدم
فيهما فى رتبة التأخير ( ظرفية ) وهى المصدرة بظرف أو مجرور ، نحو : " أعندك
زيد " و " أفى الدار زيد " إذا قدرت زيدا فاعلا بظرف أو مجرور لا
بالإستقرار والمحذوف ولا مبتدأ مخبر عنه بهما ( وذات وجهين ) وهى المصدرة بظرف أو
مجرور كما فى المثالين وقدر المرفوع بعدهما فاعلا للإستقرار المحذوف ، لأنه إذا
قدرت فعلا كانت الجملة فعلية ، فإن قدرت إسما كانت الجملة إسمية ، فهى ذات وجهين (
شرطية ) وهى الواقعة فعل الشرط ، نحو : " إن قام زيد قام عمرو " و نحو :
" لو جاءنى زيد لأكرمته " ( وفى ضمن أخرى صغرى ) بأن كانت خبرا عن مبتدأ
، سواء كانت إسمية أو فعلية ، نحو : " قام أبوه " من قولك " زيد
قام أبوه " و " أبوه قائم " من قولك " زيد أبوه قائم " (
وإن تكن الخ ) بأن كانت الخبر فيها جملة كالجملة الأولى فى المثالين فهى جملة كبرى
، فكبرى الجملة وصغراها بحسب كثرة الكلمة وقلتها وقد ظهر مما ذكرته أن الكبرى
لاتكون إلا إسمية ، و الصغرى تكون إسمية وفعلية .
بيان
الجمل التى لها محل من الإعراب
إن وقعت حالا ومفعولا خبر
|
|
مضافا أو جواب شرط معتبر
|
أو نعت لفظ مفرد أو تابعة
|
|
لجملة ذات محل سابعة
|
وذات الإستثناء والوصل لأل
|
|
كذات الإسناد تعد فى الأول
|
(حالا ) وموضوعها النصب ، إسمية كانت نحو
قوله تعالى : " لاتقربوا الصلاة وأنتم سكارى " النساء : 43 ، أو فعلية
نحو قوله تعالى : " وجاءوا أباهم عشاء يبكون " يوسف : 16 ، ( ومفعولا )
ومحلها النصب ، نحو : " قال إنى عبد الله " مريم : 3 ، إن لم تنب عن
فاعل ، وإلا فمحلها الرفع ، وهذه النيابة مختصة بباب القول ، نحو : " يقال
هذا الذى كنتم به تكذبون " المطففين : 17 ( خبر ) وموضوعها رفع فى بابى
المتبدأ و إن ، نحو : " زيد قام أبوه " و " إن زيدا قام أبوه
" ونصب فى بابى كان وكاد ، كقوله تعالى : " وماكادوا يفعلون " البقرة
: 71 ، ( مضافا ) ومحلها الجر ، فعلية كانت ، نحو : " إذا جاء نصر الله
" النصر : 1 ، أو إسمية نحو : " يوم هم بارزون " غافر : 16 ، ( أو
جواب شرط معتبر ) اى إذا كانت مقرونة بالفاء أو إذا الفجائية ومحلها الجزم ، نحو :
" وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم " البقرة : 215 ، ونحو : "
وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون " الروم : 36 ، ( أو نعت لفظ
مفرد ) ومحلها الرفع فى نحو : " من
قبل أن يأتي يوم لابيع فيه " البقرة : 254 ، والنصب فى نحو : " واتقوا
يوما ترجعون فيه الى الله " البقرة : 281 ، والجر فى نحو : " ربنا إنك
جامع الناس ليوم لاريب فيه " ال عمران : 9 ، ( أوتابعة لجملة ذات محل ) ويقع
ذلك فى بابى النسق والبدل خاصة ، فالأول نحو : " زيد قام أبوه وقعد أخوه
" ، والثانى نحو قوله :
أقول له ارحل لاتقيمن عندنا
|
|
وإلا فكن فى السر والجهر مسلما
|
( وذات الإستثناء ) نحو : " من تولى
وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر " الغاشية : 23 –
24 ، من قوله تعالى : " لست عليهم بمصيطر إلا من تولى وكفر " الغاشية
" 22 ، الأية ( والوصل لأل ) سواء كانت فعلية كقوله :
ما أنت بالحكم الترضى حكومته
|
|
ولا الأصيل ولا ذى الرأي والجدل
|
أو إسمية كقوله :
من القول الرسول الله منهم
|
|
لهم دانت رقاب بنى معد
|
( كذات الإسناد ) نحو : " سواء عليهم
أأنذرتهم أم لم تنذرهم " البقرة : 6 ، إذا أعرب ، سواء خبرا مقدما و أأنذرتهم
مبتداء مؤخرا فيكون محلها الرفع .
بيان
الجمل التى لامحل من الإعراب
وامنع من المحل ما قد عطفت
|
|
لجملة من المحل قد خلت
|
ومثلها فى الحكم ذات الإبتدا
|
|
نحو حمانى الله من شر العدا
|
(وامنع من المحل ) نحو : " قام زيد
" و " قعد عمرو " لا محل لها من الإعراب ، لأنها معطوفة على جملة
" قام زيد " ، هذا إذا لم تقدر الواو للحال ، وإلا كانت قد مقدرة
والجملة بعدها محلها نصب على الحال من زيد ( ذات الإبتدا ) اى الإبتدائية ، وتسمى
أيضا بالمستأنفة ، وهى نوعان : أحدها الجملة المفتتح بها النطق كقولك ابتداء : زيد
قائم " ومنه الجمل المفتتح بها السور نحو : إنا أنزلناه فى ليلة القدر "
القدر : 1 ، والثانى الجملة المنقطعة عما قبلها ، نحو : " مات فلان رحمه الله
" ، وقوله تعالى : " قل سأتلوا
عليكم منه ذكرا ، إنا مكنا له فى الأرض " الكهف 83-84 ، ومنه جملة
العامل الملغى لتأخره ، نحو : " زيد قائم أظن " ، فأما العامل الملغى
لتوسطه نحو : " زيد أظن قائم " فجملته أيضا لامحل لها من الإعراب ، إلا
أنها من باب جمل الإعتراض .
( تنبيه ) المراد
بانقطاع الجملة عما قبلها عدم تعلقها بها تعلقا صناعيا بإتباع أو إخبار أو حالية ،
سواء كان هناك فى المعنى واللفظ ، أو فى اللفظ فقط ، فلا يضر الإرتباط معنى بغير
ذلك ، فيدخل فى ذلك جملة : " آمن الناس " ، من قوله تعالى : " كما
آمن الناس " البقرة : 13 ، وإن ارتبطت من حيث التشبيه .
وذات تفسير أو اعتراض أو
|
|
جواب شرط غير جازم كلو
|
أو عكسه أو ليمين مكملة
|
|
كالعصر أو أتت لمطلق الصلة
|
( وذات تفسير ) اى تفسيرية ، وهى الفضلة
الكاشفة لحقيقة ما تليه من مفرد نحو قوله تعالى : " وأسروا النجوى الذين
ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم " الأنبياء : 3 ، فجملة الإستفهام مفسرة للنجوى ،
فلا محل لها ، وهل هنا للنفى ، أو مركب نحو : " إن مثل عيسى عند الله كمثل
آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون " آل عمران : 59 ، فجملة " خلقه
" وما بعده تفسير لمثل آدم .
( واعلم ) أن المفسرة
ثلاثة أقسام : مجرد من حرف التفسير كما فى المثالين السابقين ، ومقرونة بأي كقول
الشاعر :
وترميننى بالطرف أي أنت مذنب
|
|
وتقليننى لكن إياك لا أقلى
|
ومقرونة بأن التى بمعنى
أي ، نحو : " فأوحينا إليه أن اصنع الفلك " المؤمنون : 27 ، وقولك :
" كتبت إليه أن افعل " ، إن لم تقدر الباء قبل أن ( أو اعتراض ) وهى
المتوسطة بين شيئين متلازمين ، وذلك الواقعة بين الفعل وفاعله والمبتداء وخبره وبين
المتضايفين لإفادة الكلام تقوية أو تحسينا نحو قول الشاعر :
وقد أدركتنى والحوادث جمة
|
|
أسنة قوم لا ضعاف ولا عزل
|
ونحو : " زيد أظن
قائم " ونحو : " هذا غلام والله زيد " ( أو جواب شرط غير جازم ) مطلقا
، اى سواء كانت مقرونة بالفاء ولا إذا الفجائية نحو : " لو يفى كفى "
ونحو : " إذا جاء زيد فأكرمه " ( أو عكسه ) اى جوابا لشرط جازم كإن
وأخواتها ولم تقترن بالفاء ولا إذا الفجائية نحو : " إن تقم أقم " و
" إن قمت قمت " ( أو ليمين ) كما فى سورة العصر وهو : " والعصر إن
الإنسان لفى خسر الا الذين " العصر : 1 –
3 ، فجملة " إن الإنسان لفى خسر " جواب القسم ونحو : " والله
لأفعلن كذا " ( لمطلق الصلة ) للموصول الإسمى أو الحرفى نحو : " الحمد
لله الذى أنزل على عبده الكتاب " الكهف : 1 ونحو: " بما نسوا يوم الحساب
" ص : 26 .
الجمل
بعد النكرات والمعارف
واعلم بأن الجملة الخبرية
|
|
من بعد نكر خالص وصفية
|
وبعد عرف خالص حالا ترى
|
|
كلا تسر تطلب أسباب المرا
|
وبعد غير خالص من ذين
|
|
يجوز أن تحمل الوجهين
|
( بأن الجملة الخبرية ) اى المحتملة للصدق
والكذب لذاتها ، اى بقطع لنظر الى تكلم كما قال السيوطى :
محتمل للصدق والكذب الخبر
|
|
وغير الإنشا ولاثالث قر
|
( من بعد نكر خالص ) من شائبة التعريف بأن
يضف إلى نكرة نحو : " غلام رجل " أو لم يوصف نحو : " رجل كريم
" ( وصفية ) نحو : " مررت بغلام قام أبوه " ( وبعد عرف خالص ) من
شائبة التنكير بأن لم يدخل عليه أل الجنسية كقول الناظم : " كلاتسر تطلب
" الخ ( غير خالص من ذين ) بأن كان نكرة قريبة من المعرفة بالصفة أو الإضافة
أو معرفة قريبة من النكرة بأل الجنسية كقوله تعالى : " كمثل الحمار يحمل
أسفارا " الجمعة : 5 ( الوجهين ) وهما الوصفية فمحلها بحسب ما قبلها ، والحالية
ومحلها نصب ، كقول الشاعر :
ولقد أمر على اللئيم يسبنى
|
|
فمضيت ثمت قلت لا يعنينى
|
فصل
فى الظرف والجار والمجرور
وعلق الظرف وما ضاهاه
|
|
بالفعل أو ما يحتوى معناه
|
من مصدر أو وصف أو مؤول
|
|
والخلف فى نعم وبئس ينجلى
|
والفارسي أجاز وابن مالك
|
|
صوب نهج المنع فى المسالك
|
( وعلق ) ومعنى التعليق الإرتباط المعنوى (
وما ضاهاه ) اى الجار والمجرور ( بالفعل ) لأن الأفعال إذا كانت قصرت عن الوصول
إلى الأسماء فأعينت على ذلك بحرف الجر ( من مصدر ) كقول الشاعر :
واشتعل المبيض فى مسوده
|
|
مثل اشتعال النار فى جزل الغضا
|
( أو وصف ) كقوله تعالى : " أنعمت عليهم
غير المغضوب عليهم " الفاتحة : 7 ( أو مؤول ) كقوله تعالى : " وهو الذى
هو إله فى السماء ، اى معبود فى السماء ، فإن لم يكن شيئ من هذه الأربعة موجودا
قدر ، كما فى : " زيد عندك " أو " فى الدار " ( والخلف ) اى
والإختلاف فى تعليق الظرف والجار والمجرور بالفعل الجامد كنعم وبئس ( ينجلى ) اى ينكشف فى
نحو قوله :
ونعم مزكأ من ضاقت مذاهبه
|
|
ونعم من هو فى سر وإعلان
|
( أجاز ) لأنهما يكفيهما أدنى رائحة الفعل
فلايشترط فى ناصبهما المتصرف اى العامل فيهما لا مطلق النصب .
واستثن زائدا وحاشا ولعل
|
|
لولا ورب كاف تشبيه تنل
|
والباء فى المفعول أو فى المبتدا
|
|
والخبر المنفى زائدا بدا
|
وحكم ذين بعد حالين معا
|
|
كحكم جملة على ما سمعا
|
( زائدا ) كالباء الزائدة فى الفاعل نحو قوله
تعالى : " وكفى بالله شهيدا " الفتح : 28 ، أو من نحو قوله تعالى :
" ما جاءنا من بشير " المائدة : 19 ، ونحو : " ما ترى فى خلق
الرحمن من تفاوت " الملك : 3 ، ونحو : " هل من خالق غير الله "
فاطر : 3 ، والزائد إنما دخل فى الكلام تقوية له وتوكيدا ، ولم يدخل عليه للربط (
وحاشا ) ومثله خلا وعدا إذا خفضن ، فإنهن حينئذ حروف جر غير متعلقة ( لعل ) لأن
مجرورها فى موضع رفع الإبتداء كقوله :
فقلت ادع أخرى وارفع الصوت جهرة
|
|
لعل أبى المغوار منك قريب
|
( لولا ) إذا وليها ضمير متصل نحو : " لولاي
" و " لولاك " و " لولاه " ، وقوله :
أتطمع فينا من أراق دماءمانا
|
|
ولولاك لم يعرض لأحسابنا حسن
|
( ورب ) نحو : " رب رجل صالح لقيته
" أو " رب رجل صالح لقيت " لأن مجرورها مفعول فى الثانى ومتبداء فى
الأول ( كاف تشبيه ) نحو : " زيد كالبدر " ( فى المفعول ) نحو : " ولا
تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " البقرة : 195 ( أو فى المبتدا ) نحو : "
بحسبك درهم " ( والخبر المنفى ) بما وليس وبلا العاملة عمل ليس أو عمل إن ،
نحو : " ما كان زيد بقائم " و " لارجل بقائم " و نحو : "
لاخير بخير بعده النار " ونحو : " وما ربك بظلام للعبيد " فصلت :
46 ، و " أليس الله بكاف عبده " الزمر : 36 ( وحكم ذين ) فهما صفتان فى
نحو : " رأيت طائرا فوق غصن " أو " على غصن " لأنهما بعد نكرة
محضة ، وحالان فى نحو : " رأيت الهلال بين السحاب " أو " فى الأفق
" ، لأنهما بعد معرفة محضة ، ومحتملان لهما فى نحو : " يعجبنى الزهر فى
أكمامه " ونحو : " يعجبنى الثمر على أغصانه " و " هذا ثمر
يانع على أغصانه " ، لأن المعرف بالجنسية كالنكرة فى المعنى والنكرة الموصولة
كالمعرفة .
وإن يكن أحدهما حالا خبر
|
|
أو صفة بكائن أو استقر
|
علق وخصت صلة بكانا
|
|
أو استقر فادر ما استبان
|
ورفعه الفاعل جوز إن عرى
|
|
أحدهما معتمدا أوخبرا
|
أو صفة أو صلة أو حالا
|
|
كجئت فوقى نوره تعالى
|
( حالا ) نحو قوله تعالى : " فخرج على
قومه فى زينته " القصص : 79 ( خبر ) نحو : " زيد عندك " ( أو صفة )
نحو : " أو كصيب من السماء " البقرة : 19 ( بكائن ) وهو اسم فاعل كان
التامة وما فى معناه كحاصل وثابت ومستقر (
أو استقر ) وما فى معناه كحصل وثبت وكان ( وخصت صلة ) لأن الصلة لاتكون الا جملة
نحو : " وله من فى السموات والأرض " الأنبياء : 19 ( بكانا ) التامة
بمعنى وجد ( معتمدا ) على نفى أو استفهام نحو: " ما فى الدار أحد " و
" أفى الدار زيد " ( أو خبر ) نحو : " زيد عندك أخوه " (
أوصفة ) نحو : " مررت برجل معه صقر " ( أو صلة ) نحو : " جاء الذى
فى الدار أبوه " ( أو حالا ) نحو : " مررت بزيد عليه جبة "
( تنبيه ) إنما يجب حدف
المتعلق المذكور حيث كان استقرارا عاما ، فإن كان استقرار خاصا نحو : " زيد
جالس عندك " وجب ذكره لعدم دلالتهما عليه عند الحذف .
( تنبيه ) إن فى
المرفوع بعدهما ثلاثة مذاهب : الأول أن الأرجح كونه مبتداء مخبرا عنه بالظرف أو
المجرور ، ويجوز كونه فاعلا ، والثانى أن الأرجح كونه فاعلا ، والثالث أنه يجب
كونه فاعلا . وإن لم يعتمد الظرف أو المجرور فالجمهور يوجبون الإبتداء .
باب
فى ذكر أدوات يكثر دورها فى الكلام
والواو للعطف وللحال تقع
|
|
واجرر بها وزد كرب كمع
|
واجرر بحتى واعطفن وزد وقد
|
|
حرف لتحقيق وتقليل ورد
|
( للعطف ) ومعناه لمطلق الجمع نحو : " جاء
زيد وعمرو " ( وللحال ) وهى الداخلة على الجملة الحالية نحو : " جاء
عمرو والشمس طالعة " ونحو " قام زيد وضرب اللص " ( واجرر بها ) وهى
واو القسم ولا تدخل الا على مظهر ولا تتعلق إلا بمحذوف وجوبا تقديره " أقسم
" نحو : " والقرأن الحكيم " يس : 2 ( وزد ) كقوله تعالى : "
حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها " الزمر : 73 ، بدليل الآية الأخرى وهى :
" حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها " الزمر : 71 ( كرب ) ولا تدخل إلا على
منكر ولا تتعلق إلا بمؤخر ، والصحيح أنها واو العطف وأن الجر برب محذوفة كقول امرئ
القيس :
وليل كموج
البحر أرخى سدوله
|
|
علي بأنواع الهموم ليبتلي
|
( وكمع ) اى فى إفادة المعية والمصاحبة وينصب
ما بعدها نحو : " سرت والنيل " وهى على نوعين أحدهما واو المفعول معه
كالمثال المذكور ، والثانى الدخلة على المضارع ، أما لعطفه على اسم خالص نحو قوله
:
ولبس عباءة وتقر عينى
|
|
ولما إلي من لبس الشفوف
|
أما لوقوعه جوابا لنفي
أو طلب نحو : " ولما يعلم الله الذىن جاهدوا منكم ويعلم الصابرين " آل
عمران : 142 ، وقوله :
لاتنه عن خلق وتأتى مثله
|
|
عار عليك إذا فعلت عظيم
|
( بحتى ) بمنزلة الى فى المعنى والعمل لكن
بشرط كون مخفوضها مظهرا وآخرا نحو : " أكلت السمكة حتى رأسها " أو
ملاصقا لآخر جزء نحو : " سلام هى حتى مطلع الفجر " القدر : 5 ( واعطفن )
اى بمنزلة الواو لمطلق الجمع لكن بثلاثة شروط : أن يكون المعطوف ظاهرا ، وأيكون
بعضا من جمع قبلها ، وأن يكون غاية لما قبلها " كقدم الحجاج حتى المشاة "
، أو جزأ من كل نحو : " أكلت السمكة حتى رأسها " أو كجزء نحو : " أعجبنى
الجارية حتى حديثها " ( وزد ) كقراءة نافع رحمه الله تعالى : حتى يقول الرسول
" البقرة : 214 ، برفع " يقول " فحتى فيه حرف ابتدائية أى بتبدئ
بعده الجمل ولعل هذا هو المراد بقوله : " وزد " ، قال عليس : لم أر فى
كلامهم أن حتى الإبتدائية تسمى زائدة ولا أنها تستعمل زائدة ( ولتحقيق ) اى لتحقيق
حكم ما بعدها ، وتدخل حينئذ على الماضى اتفاقا كقوله تعالى : " قد أفلح
المؤمنون : 1 ( وتقليل ) اى تقليل وقوع ما بعدها نحو : " قد يصدق الكذوب
" و " قد يجود البخيل " .
قرب بها الماضى وزد توقعا
|
|
وسيبويه حرف تكثر وعى
|
والفاء للترتيب والتعفيف
|
|
والربط والعطف وللتسبيب
|
( قرب ) اى من الحال نحو : " قد قام زيد
" ( توقعا ) اى انتظار الوقوع فى المستقبل كقولك : " قد يقدم الغائب
اليوم " ، إذا كنت تتوقع قدومه ( تكثير ) اى تفيد كثرة الوقوع كقول الشاعر :
قد أترك القرن مصفرا أنامله
|
|
كأن أثوابه مجت بفرصاد
|
( تنبيه ) قد الحرفية مختصة بالفعل المتصرف
الخبرى المثبت المجرد من جازم أو ناصب وحرف تنفيس ، وأما قد الإسمية فعلى الوحهين
: أحدهما اسم مرادف لحسب نحو : " قد زيد درهم " و " قدنى درهم " ، والثانى اسم فعل
مرادف ليكفى نحو : " قد زيدا درهم " كما يقال : " يكفى زيدا درهم
" و " يكفينى درهم " ( للترتيب ) نحو : " قام زيد فعمرو
" ونحو : " توضأ فغسل وجهه ويديه " الحديث ( والتعقيب ) وهو توقع
ما بعدها إثر ما قبلها بدون مهلة نحو : " تزوج فلان فولد له " ( والربط
) اى للجواب الذى لايصلح لأن يكون شرطا نحو : " وإن يمسسك الله بخير فهو على
كل شيئ قدير " الأنعام : 17 ( والعطف ) نحو : " قام زيد فعمرو " (
وللتسبيب ) يعنى أن فاء السببية تارة تدخل على المسبب نحو : " زيد فاضل
فأكرمه " وقد تدخل على السبب فتكون بمنزلة لام التعليل نحو : " اخرج
فإنك رجيم " اى لأنك رجيم .
كثم وهى مثلها أيضا ولم
|
|
للنفي والقلب وللترتيب ثم
|
ومهلة وانصب مضارعا بلن
|
|
وانف وخلصه وللجزا إذن
|
والسين يأتى حرف الإستقبال
|
|
كذا للإستمرار ذو انتحال
|
( كثم ) اى للتراخى كقوله تعالى : " ثم
خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما
" المؤمنون : 14 ( وهى مثلها ) اى فى إفادة التعقيب كقوله :
كهز الردينى تحت العجاج
|
|
جرى فى الأنابيب ثم اضطرب
|
( ولم للنفى والقلب ) نحو : " لم يلد
ولم يولد " الإخلاص : 3 ( للترتيب ) نحو
: " فأقبره ، ثم إذا شاء أنشره " عبس : 21 –
22 ( وخلصه ) للإستقبال نحو : " لن يضرب زيدا عمرا " ( وللجزا إذن )
بدليل أنه يقال : " أحبك " فتقول : إذن أظنك صادقا " ، وهى حرف عند
الجمهور ( حرف الإستقبال ) اى حال كونه حرفا خاصا بالمضارع ويخلصه للإستقبال نحو :
" سيقوم زيد " ( كذا للإستمرار )
بمعنى أنها تجعل الفعل مستمرا ومتجددا وقتا بعد وقت وإن كان قد مضى ، فإذا كان زيد
أكرمك ، وقيل لك : "زيد سيكرمك " فمعناه أن الإكرم الذى سبق لك مستمر
ولا ينقطع فى المستقبل .
لو حرف شرط يقتضى امتناع ما
|
|
يليه واستلزامه لما تلا
|
وجاء للتقليل والعرض كأن
|
|
وإن وليت ولتشبيه كأن
|
(لو حرف شرط ) يعنى أن لو حرف شرط اى تعليق
يقتضى امتناع ما يليه ، وهو فعل الشرط ، واستلزامه لما يليه ، وهو جواب الشرط ،
نحو : " لو جاءنى زيد لأكرمته " ( للتقليل ) نحو : " تصدقوا ولو
بظلف محرق " اى تصدقوا بما تيسر من قليل أو كثير ولو بلغ فى القلة الى الظلف
مثلا ، فإنه خير العدم ( والعرض ) وهو طلب بلين ورفق نحو : " لو تنزل عندنا
فتصيب خيرا " ( كأن ) فى كونها مصدرية إلا أنها لاتنصب وأكثر وقوعها بعد ود
يود نحو : " ودوا لو تدهن فيدهنون " القلم : 9 ، و " يود أحدهم لو
يعمر ألف سنة " البقرة : 96 ( وإن ) فى كونها حرف شرط فى المستقبل إلا أنها
لا تجزم كما فى البخارى : " لو رجعتم إلى أهليكم صلوا صلاة كذا فى حين كذا
" ( وليت ) اى فى كونها للتمنى نحو : " لو تأتينى فتحدثنى " (
ولتشبيه كأن ) نحو : " كأن زيدا أسد " اى فى الشجاعة .
وكون لكن للإستدراك جل
|
|
وكونه أيضا لتأكيد أقل
|
ولترج وتوقع لعل
|
|
وجاء للإستفهام والتعليل عل
|
أما إذا عند ذوى العرفان
|
|
ظرف لما يأتى من الزمان
|
وقد يقل كونها لما مضى
|
|
وكونها أيضا لفجأة أضا
|
(
للإستدراك ) وهو تعقيب الكلام برفع ما يتوهم ثبوته أو نفيه نحو قولك : " زيد
يقوم فى الليل " ، فيتوهم أنه صالح مع أنه منهمك على الدنيا وفعل المعاصى
فترفعه بقولك : " لكنه غير صالح " ، ونحو : " زيد جاهل "
فيتوهم نفى الصلاح فتثبته بقولك : " لكنه صالح " ( لتأكيد ) نحو :
" لو جاءنى زيد لأكرمته لكنه لم يجئ " فأكدت ما أفادته لو من الإمتناع ،
إذ عدم المجئ معلوم من لو ( ولترج ) وهو طلب الأمر المحبوب نحو : " لعل الله
يرحمنى " ( وتوقع ) اى الخوف من المكروه نحو : " لعل زيدا هالك " (
للإستفهام ) نحو : " لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا " الطلاق : 1 (
والتعليل ) نحو : فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى " طه : 44 ( عل )
وهو لغة من لعل والباقى كثيرة جمعها الشاعر :
وفى لعل جا لعن عنا
|
|
لغن عل ورعل غنا
|
لأن أن هن مع لعلت
|
|
رعن بالإهمال أو رغنا
|
(
أما إذا البيت ) وهو خافض لشرطه منصوب بجوابه اى متعلق بجوابه ويختص الدخول على
الجملة الفعلية نحو قوله تعالى " ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون
" الروم : 25 ( لما مضى ) نحو : " وإذا رأو تجارة أو لهوا انفضوا إليها
وتركوك قائما " الجمعة : 11 ( الفجأة ) فتختص بالجملة الإسمية ولا تحتاج
الجواب لعدم تضمنها معنى الشرط، ولاتقع فى صدر الكلام لأن الغرض من الإتيان بها
الدلالة على أن ما بعدها حصل بعد وجود ما قبلها على سبيل المفاجأة ومعناها الحال
نحو : " خرجت فإذا زيد فى الباب " .
إذ بسكون الذال قل ظرف لما
|
|
مضى وللتعليل أيضا علما
|
وكونه ظرفا لآت وبدل
|
|
وكذا مفعولا به نزرا حصل
|
(
ظرف لما مضى ) وهو الغالب نحو : " فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا "
التوبة : 40 ( وللتعليل ) نحو : " ولن ينفعكم اليوم إذ ظللتم أنكم فى العذاب
مشركون " الزخرف : 39 ، اى لأجل ظللمكم فى الدنيا ( وكونه ظرفا لآت ) نحو
قوله تعالى : " فسوف يعلمون ، إذ الأغلال فى أعناقهم " غافر 70 –
71 ، فإن " يعلمون " مستقبل لفظا ومعنى لدخول حرف التنفيس عليه ، وقد
عمل فى إذ فيلزم أن يكون بمنزلة إذا اى للإستقبال ( وبدل ) اى من المفعول نحو :
" اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فبكم أنبياء " المائدة : 20 ، يحتمل
كون إذ فيه ظرفا لنعمة وكونها بدلا منها ( مفعولا به ) نحو : " واذكروا إذ
كنتم قليلا فكثركم " الأعراف : 86 .
لما وجود لوجود لولا
|
|
حرف امتناع للوجود دلا
|
على امتناع الشيئ للوجود
|
|
للعرض والتحضيض ذو ورود
|