بسم الله الرحمن الرحيم
|
أَبْدَأُ بِالحَمْدِ مُصَلِّيًا عَلَى
|
|
مَحَمَّدٍ خَيْرِ نَبِىٍّ أُرْسِلَ
|
|
وَذِى مِنْ أَقْسَامِ الحَدِيْثِ عِدَّةْ
|
|
وَكُلُّ وَاحِدٍ أَتَى وَحْدَةْ
|
{أبدأ } إقتداء بالكتاب العزيز فى ابتدائه
بالفاتحة ( فائدة ) إن لكل فن إصطلاحا يجب استحضاره عند الحوض فيه ، ويحصل بمعرفة
المبادى العشرة التى نظمها ابن المقرى بقوله من بحر الرجز :
|
من رام فنا فليقدم أولا
|
|
علما بحده وموضع تلا
|
|
وواضع ونسبة وما استمد
|
|
منه وفضله وحكم يعتمد
|
|
واسم وما أفاد والمسائل
|
|
فتلك عشرة للمنى وسائل
|
|
وبعضهم فيها على البعض اقتصر
|
|
ومن يكن يدرى جميعها انتصر
|
الآن نشرع فى فن مصطلح
الحديث اى ما اصطلح عليه أهل الحديث ، وهو قسمان أحدهما يسمى علم الحديث دراية
وثانيها علم الحديث رواية ، فالأول فحده علم ذوقوانين يعرف بها أحوال السند والمتن
من صحة وحسن وضعف ورفع ووقف وعلو ونزول وكيفية التحمل والأداء وصفات الرجال وغير
ذلك ، وموضعه الراوى والمروى من حيث القبول والرد ، وواضعه الزمهرمزى على ما ذكره
السيوطى من شرح التخفة ، ونسبة أنه بعض العلوم الشرعية وهى الفقه والتفسير والحديث
، واستمداده من أقواله صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته ، وفضله أن فيه فضلا
جزيلا ، لأن به يعرف كيفية الإقتداء برسول صلى الله عليه وسلم فى أفعاله وأقواله
وأخلاقه , وحكمه الواجب العينى لمن انفرد به والكفائى على من لم ينفرد ، واسمه علم
الحديث دراية الحاصل بالدراية وهى التفكر اى العلم الحاصل بالتفكر ، وفائدته معرفة
ما يقبل وما يرد من ذلك ، ومسائله قضاياه التى تطلب فيها إثبات محمولاتها
لموضوعاتها كقوله : كل حديث صحيح يقبل وكل ضعيف يقبل فى فضائل الأعمال ولايستدل به
اى على الأحكام فهى المراد هنا . وأما الثانى فحده علم يشتمل على ما أضيف الى
النبى صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا وتقريرا اى يشتمل على رواية ذلك نقله وضبطه
وتقرير الفاظه ، وموضعه ذات النبى صلى الله عليه وسلم من حيث أفعاله وتقريراته ،
وواضعه أبو شهاب الزهرى شيخ البخارى اى أنه أول من دونه وجمعه بأمر عمرو بن العزيز
بعد موته صلى الله عليه وسلم بمائة وقد مات أغلب من يخفظه ، فلولا أمره رضى الله
عنه بجمعه لضاع ولو جمع فى حياته صلى الله عليه وسلم لكان مضبوطا كالقرأن ، وفائدته
للإحتراز عن الخطاء فى نقل ذلك . وغاياته الفوز بسعادة الدارين ، واسمه علم الحديث
رواية اى العلم الحاصل برواية اى بالنقل والإخبار ، ومسائله قضاياه التى تطلب فيه
كقولك قال عليه الصلاة والسلام : إنما الأعمال بالنيات وباقى المبادى يشترك فيها
مع الأول فلايختلفان فيها . ( من أقسام الحديث عدة ) المراد بها ما يشتمل الأنواع
المندرجة تحت الأقسام والا فأقسام الحديث لاتخرج عن ثلاثة كما قال الأكثرون صحيح
وحسن وضعيف لأنها ان اشتملت من أوصاف القبول على أعلاها فالصحيح ، او على ادناها
فالحسن اولم يشتمل على شيئ منها فالضعيف ، ومنهم من لم يفرد نوع الحسن ويجعله
مندرجا فى الصحيح .
الْقِسْمُ
الْأَوَّلُ الْحَدِيْثُ الصَّحِيْحُ
|
أَوَّلُهَا الصِّحِيْحُ وَهْوَ مَا اتَّصَلْ
|
|
إِسْنَادُهُ وَلَمْ يَشُذَّ أَوْ يُعَلْ
|
|
يَرْوِيْهِ عَدْلٌ ضَابِطٌ عَنْ مِثْلِهِ
|
|
مُعْتَمَدٌ فِى ضِبْطِهِ وَنَقْلِهِ
|
( الصحيح ) المجمع عليه عند المحدثين على صحة
نسبته الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخرج بالمجمع غيره كالمرسل فإنه صحيح
عند مالك دون الشافعى لعدم الإتصال ( ما ) اى المتن وهو ما ينتهى اليه غاية سنده
من الكلام فهو نفس الحديث الذى ذكر الإسناد له ( اتصل ) بحيث يكون كل من رجاله سمع
ذلك المروى من شيخه من أول السند الى أخره بأن ينتهى الى النبى صلى الله عليه وسلم
او الصحابى او من دونه ، والسند الطريق الموصلة الى المتن ( ولم يشذ ) اى لم يدخله
الشذوذ وهو مخالفة الثقة لأرجح حفظا وعددا ( اويعل ) والعلة عبارة عن امر مخل قادخ
فى الحديث اى مؤثرة فى رده يظهر للتفتيش عن جميع طرق الحديث فيها وهى الرجال ( عدل
) وهو من له ملكة تحمله على ملازمة التقوى والمروءة ، والمراد به عدل الرواية وهو
المسلم العاقل البالغ السالم من الفسق ، وهو إرتكاب الكبيرة او إصرار على صغيرة
والسلامة مما يحرم المروءة ، فلا يختص بالذكر الحر ( ضابط ) صدرا وهو أن يثبت ما
سمعه بحيث يتمكن من استحضاره متى شاء ، وكتابا وهو صيانته عنده منذ سمع فيه ، وصححه
الى ان يؤدى منه ولايدفعه الى من يمكن أن يغير منه ، ومحل هذا فى كتاب لم تشتهر
صيانته ولم يضبط . أما ما كان لك كالبخارى ومسلم فلايشترط منذ سمع فيه عنده حتى يؤدى
منه ، بل الشرط أن يروى من أصل شيخه او فرع مقابل عليه او فرع مقابل على الفرع ، فعلم
ان الصحيح ما جمع شروطا خمسة : - 1. إتصال السند –
2 . عدم الشذوذ –
3 . عدم العلة –
4 . العدالة –
5 . الضابط . مثاله ما رواه البخارى من طريق الأعرج هو عبد الرحمن بن هرمز الأعرج
أبو داود عن أبى هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لولا أن أشق على أمتى
لأمرتهم بالسواك مع كل الصلاة .
الْقِسْمُ
الثَّانِىْ الْحَدِيْثُ الْحَسَنُ
|
وَالحَسَنُ المَعْرُوْفُ طُرُقًا وَغَدَتْ
|
|
رِجَالُهُ لَا كَالصّحِيْحِ اشْتَهَرَتْ
|
( المعرف ) المراد به اتصال سنده وسلامته من
سقوط فيه بحيث يكون كل من رجاله سمع ذلك المروى من شيخه كما أن الصحيح كذلك ( وغدت
الخ ) اشتهار أدون اشتهار رجال الصحيح ، لأن شهرة رجال الحسن بالعدالة والضبط
المنحط عن الصحيح ، فجملة الشروط فيه خمسة كما فى الصحيح لأن الضبط فيه دونه فى
الصحيح ، مثاله الحديث السابق نظرا لرواية محمد بن عمرو بن عقمة أبى سلمة فإنه من
المشهورين بالصدق لكنه لم يكن من أهل الإتقان حتى ضعفه بعضهم لسوء حفظه ووثقه
بعضهم لصدقة وجلالته ، فحديثه من ذلك الوجه حسن وانضم الى ذلك كونه روى من وجه آخر
عن أبى هريرة رواه الشيخان من طريق الأعراج عن أبى هريرة فحكمنا بصحته فهو صحيح
لذاته من طريق الشيخين ، وصحيح لغيره عن طريق محمد نظرا لجبره بوروده من طريق غيره
وحسن لذاته من طريقه بقطع النظر عن جبره بغيره . مثاله ما رواه الترميذى عن أمامة
صدى بن عجلان الباهلى رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فى حجة
الوداع فقال : اتقوا الله وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا
أمراءكم وتدخلوا جنة ربكم .
الْقِسْمُ
الثَّالِثُ الضَّعِيْفُ
|
وَكُلُّ مَا عَنْ رُتْبَةِ الْحَسَنِ قَصُرْ
|
|
فَهُوَ الضَّعِيْفُ وَهُوَ أَقْسَامًاكَثُرْ
|
(وكل ما عن رتبة الحسن قصر ) بأن لم يجمع فيه
صفات حديث الحسن المتقدمة فضلا عن صفات الصحيح ( فهو أقسام اكثر ) اى أنواعا
مندرجة تحته ، قال العراقى منها ما له لقب خاص كالمضطرب والمقلوب والموضوع والمنكر
والمرسل والمعضل والمنقطع والمعلل والشاذ .
(تنبيه ) أنه علم مما
تقرير أن الضعيف تتفاوت مراتب ضعفه بحسب شدة ضعف راويه وخفته كما أن الحسن والصحيح
على مراتب بحسب قوة حفظ راويه وخفته وبحسب ما اجتمع فيه فقد شرط او أكثر ، وتجوز
رواية ما سوى الموضوع من الضعيف من غير بيان ضعفه فى غير صفاته تعالى ةفى غير
الأحكام كالحلال والحرام وغيرهما ، وذلك كالقصص والمواعظ وفضائل الأعمال ونحو ذلك
مما لايتعلق بالعقائد والأحكام ، مثاله عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : لاوضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ، أخرجه أحمد وأبو
داود وإبن ماجه بإسناد ضعيف .
القِسْمُ
الرَّابِعُ وَالخَامِسُ المَرْفُوْعُ وَالْمَقْطُوْعُ
|
وَمَا أُضِيْفَ لِلنَّبِي المَرْفُوْعُ
|
|
وَمَا لِتَابِعٍ هُوَ المَقْطُوْعُ
|
(وما أضيف الخ ) سواء أضافه صحابى او تابعى
او من بعدهما ولو منا الآن وسواء اتصل سنده ام لا ، فدخل فيه المتصل والمرسل والمنقطع والمعلق
والمعضل دون الموقوف والمقطوع ، والإضافة الى النبى صلى الله عليه وسلم تكون قولا
او فعلا او تقريرا او صفة تصريحا او حكما ، مثال القول او الفعل أن يقول الراوى
قال النبى صلى الله عليه وسلم كذا وفعل كذا ، ومثال التقرير كقولك : اكل الضب على
مائدة النبى صلى الله عليه وسلم او فعل بحضرة النبى صلى الله عليه وسلم كذا وأقر
صلى الله عليه وسلم هذا الفعل ، ومثال الصفة كأن يقال : كان النبى صلى الله عليه
وسلم أبيض اللون أكحل ربعة ونحو ذلك ، ومثال التصريح من القول قول الراوى مطلقا اى
سواء كان صحابيا ام لا : قال النبى صلى الله عليه وسلم كذا ، ومن الفعل قول
الصحابى : فعل النبى صلى الله عليه وسلم كذا
او ورأيته بفعل كذا ، ومن التقرير أن يقول الصحابى : فعلت بحضرة النبى كذا
ويذكر عدم إنكاره كذلك ، ومثال الحكم قول الصحابى : أمرنا او نهينا او وجب او حرم
او رخص لنا لظهور أن فاعلها النبى صلى الله عليه وسلم ( وما لتابع هو المقطوع ) هو
ما جاء عن او من دونه من أقواله او أفعاله او تقريره موقوفا عليه وليس بحجة ويسمى
بذلك لقطعه عن الوصول للصحابى او النبى صلى لله عليه وسلم ، والفرق بينه والمنقطع
الآتى ذكره أنه من أوصاف المتن والمنقطع من أوصاف السند ، وما أضيف للصحابى من قول
او فعل او غيره يسمى موقوفا .
الْقِسْمُ
السَّادِسُ وَالسَّابِعُ الْمُسْنَدُ وَالْمُتَّصِلُ
|
وَالْمُسْنَدُ الْمُتَّصِلُ اْلإِسْنَادِ مِنْ
|
|
رَاوِيْهِ حَتَّى الْمُصْطَفَى وَلَمْ يَبِنْ
|
|
وَمَا بِسَمْعٍ كُلِّ رَاوٍ يَتَّصِلْ
|
|
إِسْنَادُهُ لِلمُصْطَفَى فَالْمُتَّصِلْ
|
( والمسند الخ ) اى المسند هو الذى اتصل من
راويه الى النبى صلى الله عليه وسلم خاصة ، وحكمه إما الصحيح او الحسن او الضعيف
وذلك كإسناد مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم هذا إسناد متصل
( وما بسمع كل راو ) اى المتصل هو ما اتصل إسناده بسماع كل راو واحد من رواته ممن
فوقه الى منتهاه سواء كان إنتهاؤه له صلى الله عليه وسلم او الصحابى ، فخرج
بالإتصال المرسل والمعضل والمنقطع والمعلق ولمعنعن قبل تبيين سماعه ، ودخل بتعميم
السابق المرفوع كمالك عن نافع عن ابن عمر عن النبى صلى لله عليه وسلم ، والموقوف :
كمالك عن نافع عن ابن عمر . وحكمه صحيح وحسن وضعيف كحكم المسند ، والفرق بين المرفوع
والمتصل والمسند ، ان المرفوع ينظر فيه الى حال المتن وهو إضافته اى نسبته الى
النبى صلى الله عليه وسلم دون الإسناد من
حيث أنه متصل أولا ، والمتصل ينظر فيه الى حال الإسناد وهو سماع كل راو ممن يرويه
عنه دون المتن من حيث أنه مرفوع أولا والمسند ينظر فيه الى الحالين معا فيجتمع
شرطى الإتصال والرفع ، فكل مسند مرفوع متصل ولاعكس .
الْقِسْمُ
الثَّامِنُ الْمُسَلْسَلُ
|
مُسَلْسَلٌ قُلْ مَا عَلَى وَصْفٍ أَتَى
|
|
مِثْلُ أَمَا وَاللهِ أَنْبَانِى الفَتَى
|
|
كَذَاكَ قَدْ حَدَّثَنِيْهِ قَائِمَا
|
|
أَوْ بَعْدَ أَنْ حَدَّثَنِيْ تَبَسَّمَا
|
( مسلسل –
البيتين ) وهو عندهم ما أتى به كل راو من رواته على وصف واحد سواء كان الوصف قوليا
مثل أما والله أنبأنى الفتى ثم يقول الآخر مثل ذلك فإنه مسلسل بالقسم ، ومنه حديث
معاذ بن جبل رضى الله عنه : أنه صلى الله عليه وسلم قال : يا معاذ ، إنى أحبك ،
فقل فى دبر كل صلاة : اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، فإنه مسلسل بقول كل
راو من الرواة ممن يرويه عنه : وإنى أحبك الخ ، او فعليا مثل : حدثنيه فلان قائما
او متسما ، فكل من القيام والتبسم وصف فعلى او مركبا منها ، مثاله حديث أنس قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم مرفوعا : لاتجد العبد حلاوة الإيمان حتى يؤمن بالقدر
خيره ومره ، فإنه صلى الله عليه وسلم بعد ان قاله لأنس قبض على لحيته الشريفة وقال
: آمنت بالقدر الخ ، فإنه مسلسل بقول كل راو من رواته ذلك وبقبضه على لحيته .
الْقِسْمُ
التَّاسِعُ وَالعَاشِرُ الْعَزِيْزُ وَالْمَشْهُوْرُ
|
عَزِيْزُ مَرْوِى اثْنَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةْ
|
|
مَشْهُوْرُ مَرْوِىْ فَوْقَ مَا ثَلَاثَةْ
|
( عزيز الخ ) والحاصل أنه إن رواه عن
الإمام واحد فقط فغريب ولو رواه بعد ذلك
مائة عن ذلك الواحد وإن رواه إثنان عن الإمام أو ثلاثة فعزيز ولو رواه عن هؤلاء
الثلاثة او الإثنين مائة ، وأن المشهور ما رواه أكثر من ثلاثة ، هذا ما ذهب اليه
الناظم ، والأولى الصواب إسقاط قوله : او ثلاثة ، والمعول عليه ما ذكر الحافظ فى
النخية من تخصيص الثلاثة فما فوقها بالمشهور والإثنين بالعزيز ، ومثال العزيز ما
رواه الشيخان من حديث أنس والبخارى من حديث أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : لايؤمن أحدكم حتى أى أكون أحب اليه من ولده ووالده والناس أجمعين –
الحديث . ومثال المشهور كحديث : إن الله لايقبض العلم إنتزاعا ينتزعه عن العباد
ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى اذا لم يبق عالما اتحذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا
فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا . والحديث الواحد قد يكون غريبا عزيزا مشهورا بأن
يرويه عن الإمام أولا واحدا ثم يرويه عن هذا الواحد إثنان ثم يرويه عنهما ثلاثة
فأكثر فيسمى بالأسماء الثلاثة بهذه الإعتبارات الثلاثة والإمام يصدق به النبى صلى
الله عليه وسلم .
الْقِسْمُ
الْحَادِىْ عَشَرَ وَالثَّاِنى عَشَرَ الْمُعَنْعَنُ وَالْمُبْهَمُ
|
مُعَنْعَنٌ كَعَنْ سَعِيْدٍ عَنْ كَرَمْ
|
|
وَمُبْهَمٌ مَا فِيْهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمْ
|
( معنعن ) هو الحديث الذى روى بلفظ عن من غير
لفظ صريح بالتحديث والإخبار والسماع ، واستغنى الناظم عن تعريفه بالمثال ، واختلف
العلماء فى الحديث المعنعن هل هو من قبيل المتصل أم من المنقطع ، فالذى صححه
الجمهور الى أنه من المتصل بشرطين : سلامة المعنعنه عن التدليس وثبوت ملاقاته ممن
رواه عنه بالمعنعن على ما ذهب اليه البخارى ، ومسلم لم يشترط الثانى بل اكتفى
بثبوت كونها فى عصر واحد ( ومبهم ) الذى لم يسم ذلك الراوى رجلا أو امرأة فى المتن
والإسناد ، ومثاله فى المتن ما رواه الشيخان من حديث عائشة : أن امرأة سألت النبى
صلى الله عليه وسلم عن غسلها من الحيض ، كيف تغتسل فقال : خذى فرصة من مسك فتطهرى
بها . فهذه المرأة المبهمة إسمها أسماء بنت شكل على الصحيح ومثاله فى الإسناد
مارواه النسائى من رواية على بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه يدرى عن حديث المسيئ
صلاته ، العم المبهم رفاعة بن نافع .
الْقِسْمُ
الثَّالِثَ عَشَرَ وَالرَّابِعَ عَشَرَ مَعْرِفَةُ العَالِى وَالنَّازِلِ
|
وَكُلُّ مَا قَلَّتْ رِجَالُهُ عَلَا
|
|
وَضِدُّهُ ذَاكَ الَّذِى قَدْ نَزَلَ
|
( قلت ) اى القريب من النبى صلى الله عليه
وسلم ، ( علا ) ارتفع للقرب منه عليه الصلاة والسلام ( وضده ) وهو ما كثر رجال ذلك
السند الذى قد نزل لبعده عنه صلى الله عليه وسلم .
الْقِسْمُ
الْخَامِسَ عَشَرَ الْمَوْقُوْفُ
|
وَمَا أَضَفْتَهُ إِلَى الْأَصْحَابِ مِنْ
|
|
قَوْلٍ وَفِعْلٍ فَهْوَ مَوْقُوْفٌ زُكِنْ
|
( الى الأصحاب ) بأن لم يتجاوز عنه الى النبى
صلى الله عليه وسلم ، ومنه قول الصحابى : كنا نفعل كذا ، ما لم يضف الى النبى صلى
الله عليه وسلم .
الْقِسْمُ
السَّادِسَ عَشَرَ وَالسَّابِعَ عَشَرَ الْمُرْسَلُ وَالْغَرِيْبُ
|
وَمُرْسَلٌ مِنْهُ الصَّحَابِىُّ سَقَطْ
|
|
وَقُلْ غَرِيْبٌ مَا رَوَى رَاوٍ فَقَطْ
|
( ومرسل –
فقط ) بأن رفعه التابعى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم صريحا او كناية صغيرا
كان كمحمد بن شهاب الدين الزهرى ويحيى بن سعيد الأنصارى ، او كبيرا وهو من كان جل
روايته عن الصحابة كسعيد بن المسيب وقيس بن أبى حازم . وتعريف الناظم مخالف لما هو
الصواب ، اى الصواب ان يقال : هو ما رفعه تابعى الى النبى صلى الله عليه وسلم كذا
وكذا ( وقل غريب ) اى ما انفرد راو واحد بروايته عن غيره فى المتن او الإسناد ،
ومثاله ما جاء مرفوعا : الولاء لحمة كلمحة النسب لايباع ولا يوهب ، فإنه تفرد به
عبد الله بن دينار عن ابن عمر ، او فى الإسناد فقط كأن يروى متنه جماعة عن الصحابة
وينفرد واحد بروايته عن الصحابة أخر ، مثاله حديث : إنما الأعمال بالنيات .
الْقِسْمُ
الثَّامِنَ عَشَرَ الْمُنْقَطِعُ
|
وَكُلُّ مَا لَمْ يَتَّصِلْ بِحَالِ
|
|
إِسْنَادُهُ مُنْقَطِعُ الْأَوْصَالِ
|
( وكل ما الخ ) وهذا خلاف المشهور ، والمشهور
ما سقط من رواته واحد قبل الصحابى او اثنان فى المواضع الواحد من اى موضع كان بشرط
ان لايكون متواليا ، ويقال له منقطع فى موضعين .
الْقِسْمُ
التَّاسِعَ عَشَرَ وَالْعِشْرُوْنَ الْمُعْضَلُ وَالْمُدَلَّسُ
|
وَالْمُعْضَلُ السَّاقِطُ مِنْهُ اثْنَانِ
|
|
وَمَا أَتَى مُدَلَّس نَوْعَانِ
|
|
الأول الإسقاط للشيخ وأن
|
|
ينقل عمن فوقه بعن وأن
|
|
والثان لايسقط لكن يصف
|
|
أوصافه بما به لاينعرف
|
( اثنان ) فأكثر من الرواة فى الموضع الواحد
فإن سقطا فى الموضعين فهو منقطع فى موضعين كما تقدم ، مثاله ما يرويه تابع
التابعين قائلا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا كذا ، وقول مالك : بلغنى
عن أبى هريرة رضى الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : للمملوك طعامه
وكسوته –
الحديث ( الأول الخ ) وهو تدليس الإسناد وهو أن لايسمى الراوى شيخه الذى سمع منه
بل يروى عمن فوقه كشيخ شيخه بلفظ لايقتضى اتصالا لئلا يكون كذبا بل موهما له ( بعن
) كقوله : عن فلان ( وأن ) كقوله : أن فلانا ( بما به لاينعرف ) اى بغيرما اشتهر
به من اسم او كناية او لقب او نسبة الى قبيلة او بلدة او صنعة او نحوها لأجل أن
تعصب معرفة الطريق على السامع منه كقول أبى بكر بن مجاهد التميمى البغدادى : حدثنا
عبد الله بن أبى عبد الله يريد به عبد الله بن أبى داود السجستانى .
القسم
الحادى والعشرون والثانى والعشرون الشاذ والمقلوب
|
وما يخالف ثقة الملا
|
|
فالشاذ والمقلوب
قسمان تلا
|
|
إبدال راو ما براو قسم
|
|
وقلب إسناد لمتن قسم
|
(وما يخالف –
فالشاذ ) هو الذى رواه الثقة خالف روايته
الجماعة الثقات بزيادة او نقصان فى السند او المتن ، مثاله فى السند ما
رواه الترميذى والنسائى وابن ماجه من طريق ابن عيينة عن عمرى بن دينار عن عوشجة عن
ابن عباس : ان رجلا توفى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يدع وارثا الا
مولى هو أعتقه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل له أحد ، قالوا : لا ،
الا غلام أعتقه فجعل النبى صلى الله عليه وسلم ميراثه له ، فإن الثقة حماد بن زيد
رواه عن عمرى عن شيخه عوسجة ولم يذكر ابن عباس ، ومثاله فى المتن : زيادة "
يوم عرفة " من حديث : أيام التشريق أيام أكل وشرب ، فإنه من جميع طرقه بدونها
، وإنما جاء بها موسى بن على بن رباح عن أبيه عن عقبة عن عامر فحديث موسى شاذ (
ابدال واو –
قسم ) اى ابدال راو مشهور به الحديث براو آخر فكأنه فى طبقته ليصير بذلك غريبا ، مثاله
حديث رواه عمرو بن خالد الحزانى عن حماد بن عمرو النصيبى عن الأعمش عن أبى صالح عن
أبى هريرة مرفوعا : إذا لقيتم المشركين فى طريق فلاتبدءوهم بالسلام –
الحديث . فهذه الحديث مقلوب قلبه حماد بن عمرو فجعله عن الأعمش ، وإنما هو معروف
بسهيل بن أبى صالح عن ابيه عن أبى هريرة كما فى مسلم ، ولايعرف عن الأعمش ( وقلب
اسناد ) اى قلب السند التام لمتن آخر مروى بسند آخر ويجعل هذا المتن لإسناد آخر
ثان بقصد امتحان حفظ المحدث واختباره هل اختلط او لا وهل يقبل التلقين اولا ، ومن
المقلوب حديث : اذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى ترونى ، وحكمه أنه لايجوز الا
لقصد الإخبار والإمتحان فى اللفظ ثم يرجع الى ما كان عليه .
القسم
الثالث والعشرون الفرد
|
والفرد ما قيدته بثقة
|
|
أو جمع أو قصر على رواية
|
( الفرد ) اى المقيد بثقة كقولك فى حديث : أن
النبى صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فى الأضحى والفطر بق واقتربت الساعة ، فإنه لم
يروه ثقة الا ضمرة بن سعيد المازنى فقد انفرد به عن عبيد الله بن عبد الله عن أبى
واقد الليثى عن النبى صلى الله عليه وسلم رواه مسلم وأصحاب السنن ( او جمع ) من
بلد معين وهو المعبر عنه عندهم بما قيدته ببلد كقولك الحاكم فى حديث أبى داود عن
أبى الونيد الطيالسى عن همام عن قتادة عن أبى نضرة عن أبى سعيد الخدرى قال : أمرنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تسير ، تفرد بذكر الأمر فيه أهل البصرة
من أول الإسناد الى آخره ( أو قصر ) كقوله لم يروه عن فلان الا فلان ، مثاله حديث
اصحاب السنن الأربعة من طريق ابن عيينة عن وائل ابن داود عن ابنه بكر بن وائل عن
الزهرى عن أنس رضى الله عنه تعالى : أن النبى صلى الله عليه وسلم أو لم عن صفية
بسويق وتمر قال الحافظ أبو الفضل بن طاهر . هو غريب لم يرويه عن بكر غير وائل ولم
يرويه عن وائل غير ابن عيينة ، وهو حديث صحيح .
القسم
الرابع والعشرون والمعلل
|
وما بعلة غمموص أو خفا
|
|
معلل عندهم قد عرفا
|
(
معلل ) وهو ما ظاهره السلامة منها لجمعية شروط الصحة لكن فيه علة خفية قادحة فى
الصحة ، ومعرفة علل الحديث من أجل علومه وأدقها وأشرها ، مثاله حديث ابن جريح فى
الترميذى وغيره عن موسى بن عقبة عن سهيل بن أبى صالح عن أبيه عن أبى هريرة عن
النبى صلى الله عليه وسلم مرفوعا قال : من جلس مجلسا فكثر فيه لغطه ، فقال قبل أن
يقوم : سبحانك اللهم وبحمدك لااله الا انت أستغفرك وأتوب إليك ، الا غفر له ما كان
فى مجلسه ذلك ، فإن موسى بن اسماعيل رواه عن وهيب بن خالد الباهلى عن سهيل المذكور
عن عون بن عبد الله ، وبهذا علله البخارى فقال : هو مروى عن موسى بن اسماعيل ،
وأما موسى بن عقبة فلايعرف له سماع عن سهيل المذكور ، وتدرك العلة بعد جمع الطرق
والفحص عنها بتفرد الراوى وبمخالفة غيره ممن هو أخفظ او أصبط او أكثر عددا مع
قرائن تضم الى ذلك يهتدى الناقد بذلك الى إطلاعه على تصويب إرساله فى الموصول او
تصويب وقف فى المرفوع .
القسم
الخامس والعشرون المضطرب
|
وذو اختلاف سند أو متن
|
|
مضطرب عند أهيل الفن
|
(
سند ) من روا واحد فأزيد منه ، مثاله فى الإسناد حديث أبى بكر : يا رسول الله أراك
شبت ، قال : شيبتى هود وأخواتها ، فإنه اختلف فيه على أبى إسحاق ، فقيل عنه عن
عكرمة ، وقيل عنه عن البراء ، وقيل عنه عن الأحوص ، وقيل غير ذلك ، وحديث اذا صلى أحدكم
فليجعل شيئا تلقاء وجهه ، فإن لم يجد فلينصب عصا
فإن لم يكن فليخط خطا ثم لم يضره من مرتين بين يديه ، فقد اختلف فيه على
اسماعيل بن أمية اختلافا كثيرة ، فرواه بشر بن المفضل وروح بن قاسم عن أبى عمرو بن
محمد بن حريث عن جده وحريث عن أبى هريرة ، ورواه الثورى عنه أبى عمرو بن حريث عن
أبيه عن أبى هريرة ، ورواه عنه حميد بن الأسود عن أبى عمرو بن محمد بن عمرو بن
حريث عن جده حريث بن سليم عن أبى هريرة ، ورواه غير المذكورين على هيئة آخر ، ومن
ثم حكم غير واحد من الحفاظ باضطراب سنده ( او متن ) مثاله فى المتن حديث فاطمة بنت قيس قالت : سألت
او سئل النبى صلى الله عليه وسلم عن الزكاة فقال : ان فى المال حقا سوى الزكاة ،
فرواه الترميذى هكذا ، او رواه ابن ماجه عنها بلفظ : ليس فى المال حق سوى الزكاة ،
فقد اضطرب فى لفظه ومعناه ، وهذا الحديث من اقسام الضعيف لاضطرابه .
القسم
السادس والعشرون المدرج
|
واالمدرج فى الحديث ما أتت
|
|
من بعض ألفاظ الرواة اتصلت
|
(فى
الحديث ) اى فى متن الحديث ( من بعض ألفاظ الرواة ) اى من بعض الرواة صحابيا كان
او من دونه ( اتصلت ) اى الألفاظ بآخر الحديث او كائن فى أثنائه او فى أوله دون
فصل بين الحديث وبين هذا الكلام ، بذكر قائله بحيث يلتبس على من لم يعرف حقيقة
الحال ، فيتوهم ان الجميع مرفوع ، مثاله حديث : أسبغوا الوضوء ، ويل للأعقاب من
النار ، فقد رواه شبابة بن سوار وغيره عن شعبة عن محمد بن زيادة عن أبى هريرة قال
: فإن ابا القاسم صلى الله عليه وسلم قال : ويل للأعقاب من النار ، فاللفظ أسبغوا
الوضوء من قول أبى هريرة .
القسم
السابع والعشرون رواية الأقران
|
وما روى كل قرين عن أخه
|
|
مدبج فاعرفه حقا وانتخه
|
(
كل قرين ) اى من الصحابة او التابعين او أتباعهم او أتباع أتباعهم ( عن اخه ) اى
عن المساوى له فى الأخد عن الشيوخ وفى السن غالبا وقد يكتفى بالتساوى فى السند وإن
تفاوتوا سنا سواء كان بواسطة او بدونها ، ومثاله بدونها رواية الليث عن يزيد بن
الهادى عن مالك ورواية مالك عن يزيد بن الهادى عن الليث ، ومن فوائد معرفته الأمن
من ظن الزيادة فى السند .
القسم
الثامن والعشرون معرفة المتفق والمفترق
|
متفق لفظا وخطا متفق
|
|
وضده فيما ذكرنا المفترق
|
(
متفق –
البيت ) وهو ما اتفق لفظه وخطه وافترقت مسمياته وأشخاصه ، والمراد ان الحديث
المتفق الذى يكون بعض سنده بهذا الصفة يسمى بالمتفق والمفترق جميعا وهو قسم واحد
كما يفيده قول الشاعر فى الفية :
|
ولهم المتفق المفترق
|
|
ما الفاظه وخطه متفق
|
فقولهم
المتفق اى فى اللفظ والمفترق اى فى القسم كالخليل بن أحمد لستة رجال وكأبى عمران
الجونى رجلان : احدهما التابعى عبد المالك بن حبيب والثانى موسى بن سهل بصرى ، ومن
فوائده الأمن من اللبس فربما يظن المتعدد واحدا وربما يكون احد المتفقين ثقة
والآخر ضعيفا .
القسم
التاسع والعشرون معرفة المؤتلف والمختلف
|
مؤتلف متفق الخط فقط
|
|
وضده مختلف فاخش الغلط
|
(
مؤتلف الى مختلف ) والمراد ان الحديث الذى يكون سنده بهذه الصفة ، وهو ما اتفق خطه
واختلف نطقه سواء كان مرجع الإختلاف النقط ام الشكل يسمى بالمؤتلف والمختلف معا
وهو قسم واحد ، وهو قسمان احدهما وهو الأكثر ما لا ضابط له يرجع اليه لكثرته ، وانما
يعرف بالنقل والحفظ كأسد مصغرا وأسيد مكبرا ، وثانيهما ما ينضبط لقلته فى احد
طرفين ، ثم تارة يراد فيه التعميم بأن يقال : ليس لهم فلان الا كذا مثل : سلام
وسلام : جميع ما يرد عليك من ذلك فهو بتشديد اللام الا خمسة ، وتارة يراد فيه
التخصيص مثل ما وقع فى الصحيحين والموطاء بأن يقال : ليس لهم فى الكتب الثلاثة
فلان الا كذا مثل حازم فهو بالحاء المهملة والزاى لا خارم ( فاخش الغلط ) فإنه فن مهم
يحتاج اليه فى دفع معرفة التخصيص فى الأسماء والأنساب والألقاب ونحوها .
القسم
الثلاثون المنكر
|
والمنكر الفرد راو غدا
|
|
تعديله لا يحمل التفردا
|
(
لايحمل التفردا ) اى لا يحمل تفرده لكونه لايبلغ فى الإتيان رتبة من يحمل تفرده ،
مثاله ما رواه النسائى وابن ماجه من رواية أبى زكير يحيى بن قيس عن هشام بن عروة
عن أبيه عن عائشة مرفوعا : كلوا البلح بالتمر فإن ابن آدم اذا أكله غضب الشيطان
وقال عاش ابن آدم حتى أكل الجديد بالخلق ، فهو منكر كما قاله النسائى وابن صلاح
وغيرهما ، فإن ابا زكير تفرد به وهو لم يبلغ رتبة من يحتمل اى يغتفر تفرده ، ولأن
معناه ركيك لاينطبق على محاسن الشريعة ، لأن الشيطان لايغضب من مجرد حياة ابن آدم
بل من حياته مسلما مطيعا لله تعالى .
القسم
الحادى والثلاثون المتروك
|
متروكه ما واحد به انفرد
|
|
وأجمعوا الضعف فهو كرد
|
(وأجمعوا
الضعف ) اى على ضعف ذلك الراوى لكونه متهما بالكذب ، بأن لايروى ذلك الحديث الا من
جهته ويكون مخالفا للقوائد المعلومة او معروفا بالكذب فى غير الحديث ، فلايؤمن أن
يكذب فى الحديث او لتهمته بالفسق او لغفلته او لكثرة الوهم ( كرد ) اى كالمردود فى
الموضوع فى كونه من أنواع الضعيف لكنه أخف منه . مثاله حديث عمرو بن شمر عن جابر
الجعفى عن الحارث الأعور عن على رضى الله عنه .
القسم
الثانى والثلاثون الموضوع
|
والكذب المختلف المصنوع
|
|
على النبى فذلك الموضوع
|
(
الموضوع ) اى الذى نسبه الكاذبون المفترون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو شر
الرواية ، وقد أجمعوا على أن الكذب على النبى صلى الله عليه وسلم من الكبائر ،
وبالغ أبو محمد الجونى والد امام الحرمين بقوله : كفر من تعمده عليه ، وأجمعوا على
تحريم رواية الموضوع الا مقرونا ببيانه لقوله صلى الله عليه وسلم : من حدث عنى
بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين رواه مسلم ، ويعرف الموضوع بإقرار واضعه
وبقرائن يدركها من له ملكة قوية فى الحديث واطلاع تام .
|
وقد أتت كالجوهر المكنون
|
|
سميتها منظومة البيقونى
|
|
فوق الثلاثين بأربع أتت
|
|
أبياتها ثم بخير ختمت
|
فنسأل
الله تعالى حسن الرعاية وصحيح الإستقامة والهداية وان يدرجنا وناظمها تحت لواء من
كمله خلقا وخلقا صلى الله عليه وسلم .
Tidak ada komentar:
Posting Komentar